الصحة و الجمال

كل ما يجب معرفته عن التهاب المفاصل (الروماتويدي)

كتبت: ايمان رضا

إن التهاب المفاصل الروماتويدي هو حالة مناعية ذاتية. فهو يبدأ عندما ينحرف الجهاز المناعي، ويهاجم أنسجة الجسم، مؤديا إلى التهاب في البطانة المحيطة بالمفاصل (الغشاء الزليلي). ونتيجة لذلك، قد تصبح المفاصل حمراء ودافئة ومتورمة بجانب الشعور بالألم فيها.

يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي على المفاصل في كلا جانبي الجسم، مثل كلتا اليدين، أو الرسغين أو الركبتين. ويساعد هذا التطابق على تمييزه عن أنواع التهاب المفاصل الأخرى. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤثر أيضا على أجزاء وأجهزة أخرى من الجسم، بدءا من العينين، إلى القلب، والرئتين والجلد، والأوعية الدموية، وأكثر من ذلك.

الأعراض تشمل علامات التحذير الآتي:

ألم بالمفصل وتورمه تيبس، خاصة في الصباح أو بعد الجلوس لفترة طويلة

إرهاق يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي على كل شخص بشكل مختلف. قد تحدث أعراض المفاصل تدريجيا على مدار عدة سنوات عند بعض الأشخاص. وفي حالات أخرى، قد تحدث بسرعة.

قد يصاب بعض الناس بالتهاب المفاصل الرماتويدي لفترة قصيرة ثم يتعرضون إلى فترة خمود مما يعني عدم المعاناة من أي أعراض.

من الذي يصاب بالتهاب المفاصل الرماتويدي؟

يمكن لأي شخص أن يصاب به. فهو يؤثر على حوالي 1% من الأمريكان.

ويعد أكثر شيوعا بين النساء من مرتين إلى ثلاث مرات منه لدى الرجال، ولكن يميل الرجال إلى التعرض إلى أعراض أكثر شدة.

يبدأ هذا المرض عادة في منتصف العمر. ولكن يمكن أن يصاب به أيضا الأطفال الصغار وكبار السن.

الأسباب

لا يُعرف سببا دقيقا لالتهاب المفاصل الروماتويدي. فيبدو أن شيئا ما يحفز الجهاز المناعي لمهاجمة المفاصل، وأعضاء أخرى أحيانا. ويعتقد بعض الخبراء أن الإصابة بفيروس أو بكتيريا قد يغيروا الجهاز المناعي، مؤديا إلى مهاجمة المفاصل. وتشير نظريات أخرى إلى أن التدخين قد يؤدي إلى الإصابة به عند بعض الناس.

قد تجعل أنماط جينية مُعينة بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة به عن غيرهم.

كيف يؤثر على الجسم؟

تنتقل خلايا الجهاز المناعي من الدم إلى المفاصل والأنسجة المبطنة لها، التي تسمى الغشاء الزليلي. وبمجرد وصول هذه الخلايا تسبب التهابا، مما يؤدي إلى تورم المفصل وذلك لتراكم السائل بداخله. وتصبح المفاصل مؤلمة ومتورمة ودافئة عند لمسها.

بمرور الوقت، يؤدي الالتهاب إلى تآكل الغضروف، وهو طبقة من الأنسجة كالوسادة تغطي نهايات العظام. وفي حال فقد هذا الغضروف، تضيق المسافة بين العظام. وكلما مر الوقت، يمكن أن تحتك العظام ببعضها البعض أو تتحرك خارج مكانها. كما تصنع الخلايا المسببة لهذا الالتهاب أيضا موادًا تضر العظام.

ويمكن أن ينتشر الالتهاب ويؤثر على أعضاء وأجهزة أخرى من الجسم ابتداء من العينين إلى القلب والرئتين والكليتين والأوعية الدموية وحتى الجلد.

كيف يُشَخَص التهاب المفاصل الروماتويدي؟

لا يوجد اختبار واحد يبين ما إذا كان المريض مصابًا بالتهاب المفاصل الروماتويدي أم لا. الفحص السريري، و متابعة الأعراض، وربما فحصا بالأشعة السينية بجانب اختبارات الدم.

يُشخص التهاب المفاصل الروماتويدي من خلال مجموعة من الأشياء، تضمن:

أماكن المفاصل المؤلمة وتطابقها، وخاصة مفاصل اليد
تيبس المفاصل في الصباح
نتوءات وعقد تحت الجلد (العقد الروماتويدية)
نتائج الأشعة السينية واختبارات الدم
اختبارات الدم

بالإضافة إلى فحص مشاكل المفصل، يبحث عن:

فقر الدم: قد يعاني مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي من نقص في عدد خلايا الدم الحمراء.

بروتين سي التفاعلي: يعد ارتفاع مستوياته علامة من علامات وجود الالتهاب بالجسم.

قد يكون اختبار الأجسام المضادة للنواة إيجابيا عند بعض الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي أيضا، ويشير هذا الاختبار إلى وجود مرض مناعي ذاتي، ولكنه لن يحدد أي نوع من الأمراض المناعية الذاتية.

اختبار الأجسام المضادة للببتيد السيتروليني الحلقي: يفحص هذا الاختبار الأكثر دقة الأجسام المضادة المقاومة للبتيد السيتروليني الحلقي، مما يشير إلى أن المريض قد يكون مصابا بشكل أكثر شراسة من أشكال التهاب المفاصل الروماتويدي.

معدل ترسيب كرات الدم الحمراء.

العامل الروماتويدي: يوجد هذا الجسم المضاد للعامل الروماتويدي في الدم عند معظم الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي وليس كلهم. ولكن يمكن أن يظهر أيضا في الأشخاص غير المصابون به.

علاج التهاب المفاصل الروماتويدي

يشمل العلاج الأدوية والراحة والتمارين الرياضية، والجراحة في بعض الحالات لإصلاح تلف المفاصل.

ستعتمد اختيارات العلاج على عدة عوامل، منها السن، الحالة العامة، والتاريخ الطبي للمريض، ومدى خطورة الحالة.

الأدوية

يمكن للعديد من أدوية التهاب المفاصل الروماتويدي أن تخفف من آلام المفاصل، وتورمها، والتهابها. وتمنع بعض هذه الأدوية المرض أو تبطئه.

تشمل الأدوية التي تخفف آلام المفاصل وتيبسها التالي:

مضادات الالتهاب المسكنة للألم، مثل الأسبرين، أو الإيبوبروفين، أو النابروكسين.
مسكنات الألم الموضعية
الكورتيكوستيرويدات، مثل البريدنيزون
مسكنات الألم المخدرة
ربما تستخدم العقاقير المضادة للروماتيزم المُعدلة لسير المرض. حيث تعمل هذه العقاقير عن طريق التعارض مع هجوم الجهاز المناعي على المفاصل أو منعه.

العقاقير المضادة للروماتيزم المُعدلة لسير المرض التقليدية غالبا ما تكون خط العلاج الأول لالتهاب المفاصل الروماتويدي، وتشمل:

هيدروكسيكلوروكين (بلاكينيل)، الذي أُنتج لعلاج الملاريا
ميثوتريكسات (روماتريكس ، تريكسال)، الذي تم تطويره لأول مرة لعلاج السرطان
لفلونوميد (أرافا)
سولفاسالازين (أزولفيدين)
مُعَدِّلات الاستجابة البيولوجية هي نسخ من صنع الإنسان من بروتينات في الجينات البشرية. ويستخدموا كاختيار بديل في حال كان التهاب المفاصل أكثر حدة، أو إذا لم تساعد العقاقير المضادة للروماتيزم المُعدلة لسير المرض. ويمكن أن تأخذ العقاقير البيولوجية والعقاقير المضادة للروماتيزم المُعدلة لسير المرض معا. تعتبر هذه الأدوية الجديدة نسخ شبه دقيقة من العقاقير البيولوجية، والتي تعد تكلفتها أقل. وتشمل العقاقير البيولوجية المعتمدة لالتهاب المفاصل الروماتويدي، الآتي:

أباتاسيبت (أورينسيا),
أداليموماب (هوميرا)، أداليموماب-أتو (أمجفيتا)
أناكينرا ( كينريت)
باريسيتينيب (أولوميانت)
سيرتوليزوماب ( سيمزيا)
إتانرسيبت ( إنبريل)، إتانرسيبت-szzs) إيرلزي
جوليموماب (سيمبوني، سيمبوني أريا)
إنفليكسيماب ( ريميكاد)، إنفليكسيماب – dyyb (إنفليكترا)
ريتوكسيماب ( ريتوكسان)
ساريلوماب ( كيفزارا)
توسيليزوماب (أكتيمرا)
توفاسيتينيب
أوباداسيتينيب (رينفوك)
لماذا تعد الراحة وممارسة التمارين أمرا مهما لالتهاب المفاصل الروماتويدي؟ (معلومات للمريض)

تحتاج إلى أن تكون نشطا، ولكن يجب عليك أيضا ضبط خطوتك. وأثناء النوبات، عندما يزداد الالتهاب سوءا من الأفضل لك أن تريح مفاصلك. ويمكن استخدام العكاز أو جبائر تثبيت المفصل للمساعدة في ذلك.

من الجيد أن تمارس التمارين الرياضية، عندما يخف الالتهاب. فسوف تساعدك في المحافظة على مرونة مفاصلك، وتقوية العضلات التي تحيط بها. وذلك من خلال الأنشطة منخفضة التأثير التي يمكن أن تساعد، مثل المشي الخفيف أو السباحة، والتمدد اللطيف. وقد تحتاج إلى التمرن مع اختصاصي علاج طبيعي في البداية.

متى يلزم إجراء الجراحة؟

عندما يصبح تلف المفاصل الناتج من الالتهاب شديدا، قد يساعد التدخل الجراحي.

هل يوجد علاج؟

بالرغم من عدم وجود علاج لالتهاب المفاصل الروماتويدي، إلا أن المعالجة المبكرة القوية ستساعد في منع الإعاقة وتزيد من فرص التعافي.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى