مقالات

مسرحية الهمجي ..”جوهرة المسرح”

المسرح مِرْآة المجتمع منذ ألاف السنين أقدم أشكال الدراما، صاحب الهيبه الحقيقيه والاختبار العملي لكل من اعتقد انه موهوب طبيعي ولم يحتاج إلى حقن مجهرى، لذلك يبتعد عنه المعظم ليس ألا خوفا من أن ترتعش قدمه على خشبة المسرح فيسقط فى بئر النسيان ، ولكن هناك من أثبت جدارته وانه كان يستحق سماع دوى التصفيق من جمهور المسرح المصري.

الهمجي مسرحية فى غلافها كوميديه وفى مضمونها أنسانيه من طراز فريد عرضت لأول مره عام 1985،قدمها وتد المسرح محمد صبحي وأبهرنا بالقصه والحوار فيلسوف المسرح لينين الرملي ،أبطال العرض سعاد نصر وهناء الشوربجي وممدوح وافي.
عرضت الهمجي الصفات البشريه من جينات أبليس وكيف يدير الشيطان تلك الصفات بمساعدة شياطين الأنس وقع الاختيار على ممثل الانسان “ادم عبد ربه أدم” الكذب والحسد والشك والخيانه كلها صفات بشعه من بشاعة الشيطان فوجب عليك أيها الانسان أن تنتصر على نفسك أولا .
الهمجي مكنتش مسرحيه تقليديه زى باقى العروض فى الفتره دى المتفرج المصري اتفاجىء بمستوى مذهل فى كتابة الخيال وتجسيده على المسرح مع اتقان صعب التكرار من كل الأبطال حوريه وناني وقاسم أبو فروه حتى الشياطين ناجي سعد وصلاح عبدالله كانوا بنى ادمين راكبهم شياطين على رأى”جدتي الله يرحمها”.
كوميديا المسرحيه كانت سابقه عصرها بدليل انك بعد تقريبا 38سنه من العرض لسه بتقول “شويه تي في الفيفتي” “واللهم اغزيك يا شوشو” .
والحكمه الخالده “وايه اللى فى حياتنا ميفورش الدم ياحوريه هاتيلي حاجه متفورش الدم ، مواصلات متفورش الدم مترو الأنفاق ميفورش الدم الصرف الصحي ميفورش الدم المياه الكهرباء السكن العيش والعيشه واللى عيشنها ميفوروش الدم يا حوريه” جمله اللى كتبها عبقري واللى أداها بالطريقه دى عبقري .
-“ماتقدرش” المشهد ده مكنش بس كوميدى لكنه كان مصري جدا جدا البعض مع الضعيف سباع لكن مع المستقوي نرقصله علشان يرضى علينا 😏.

مسرحنا كان وسيظل هرم غير قابل للشراء مهما قدمت قرابين الأرز حتى وإن مالت بعض البطون العفنه فهى بطون لا تشبع ولن تنفع ، وسنعود يوما نزلزل المسرح بدوى التصفيق لما سنقدمه من أبهار وأفكار وعلاج لمجتمع اثقلته الهموم وفورت دمه .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى