أهم الأخبارثقافة و تاريخمقالات

شخصية متغطرسة: قصة أصغر رئيس وزراء في تاريخ فرنسا

تولى “غابريال أتال” رئاسة الحكومة الفرنسية اليوم، بتعيينه من قبل الرئيس “إيمانويل ماكرون”، ليصبح أصغر رئيس وزراء في تاريخ الجمهورية الفرنسية. تبرز شهرته بشكل ملحوظ بين صفوف الجمهور، ويظهر بوصفه إحدى الشخصيات البارزة في فريق الرئيس الفرنسي.

في عامه الرابع والثلاثين، “غابريال أتال”، والذي وصفته صحيفة “لوبوان” الأسبوعية بأنه “ماكرون الجديد”، تمكن من تحقيق إنجاز كبير باختياره لتولي رئاسة الحكومة، خلافًا “لإليزابيث بورن”. أظهر الرجل، الذي وصفته زعيمة كتلة اليسار الراديكالي، “ماتيلد بانو”، بأنه “ماكرون جونيور متخصص بالغطرسة والازدراء”

وفي ظل تحديات تواجه الرئيس “إيمانويل ماكرون” في ولايته الثانية، حيث يشهد عدم وجود أغلبية في الجمعية الوطنية وتصاعد التيار اليميني المتطرف، يعتبر تعيين “غابريال أتال” خطوة استراتيجية. يجد ماكرون نفسه يبذل جهودًا كبيرة لإعادة طمأنينة الجمهور وتعزيز ولايته الثانية، في حين يعتبر نصف الفرنسيين غابريال أتال الشخصية الأكثر شعبية في الحكومة والأغلبية الرئاسية.

تخلى “غابريال أتال” عن مساعي إصلاح أنظمة التقاعد، التي كانت محل جدل واسع، وآخر تحدياته كانت مع قانون الهجرة الذي حظي بدعم من اليمين القومي، مما أثر سلبًا على الأغلبية الرئاسية.

يأتي “غابريال أتال” من خلفية حركة المؤيدين الشباب “لدومينيك ستروس”، الذي كان من بين أبرز شخصيات اليسار حتى سقوطه بتهمة اعتداء جنسي في عام 2011 في نيويورك. وأصبح “غبريال أتال” واحدًا من أوائل الاشتراكيين الذين انضموا إلى إيمانويل ماكرون في عام 2016 عندما أسس حزبه “إلى الأمام!”، والذي كانت نقطة انطلاقه نحو الرئاسة، وفقًا لتقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية.

“حس سياسي”
يميز نجاح “غابريال أتال” بعد فوز إيمانويل ماكرون في 2017، حيث انتخب كنائب في إحدى ضواحي باريس، وهو ابن منتج سينمائي درس في المدرسة الألزاسية الراقية في باريس.

شكل فوزه بالمقعد النيابي بابًا له نحو دخول الحكومة، حيث تولى منصب سكرتير الدولة للشباب وأثبت نفسه بـ”حسّه السياسي” وقدرته على العمل. كانت طموحاته واضحة، حيث أقر بأنه لولا بعض القرارات التي اتخذها، لما وصل إلى مكانته الحالية.

في يوليو 2020، أثار رئيس الوزراء آنذاك، “جان كاستيكس”، تساؤلات حول دور “غبريال أتال” في الحكومة، حيث شغل منصب المتحدث الرسمي باسم الحكومة ببراعة خلال أزمة فيروس كورونا. نجح في ترسيخ نفسه كواحد من الأعضاء المعروفين في الحكومة، والذين أصبحوا مألوفين للرأي العام.

“متغطرس”
بعد فوزه في انتخابات عام 2022، قُدِّمت لغابريال أتال حقيبة الميزانية من قبل إيمانويل ماكرون، حيث سمحت له بسهولة التعامل مع وسائل الإعلام وجعلته واحدًا من الوزراء النادرين الذين تحملوا مسؤولية الدفاع عن إصلاح أنظمة التقاعد الذي لا يحظى بشعبية.

ولم يمر وقت طويل حتى وصلت المكافأة الجديدة: وزارة التربية الوطنية المرموقة اعتبارًا من يوليو 2023. ومع تصريحاته حول “صدمة المعرفة” و”مدرسة الحقوق والواجبات”، وتبنيه لموقف يفضل فرض زي رسمي ومنع العباءة في المدرسة، أصبح الوزير الشاب حاضرًا في كل مكان ويحتل مكانة مميزة في وسائل الإعلام، مما يثير إعجاب كبار السن الذين يمثلون قلب الناخبين المؤيدين لماكرون.

سيحل غابريال أتال، الحليف المقرب لماكرون والذي أصبح اسمًا مألوفًا بدوره كمتحدث باسم الحكومة خلال جائحة كوفيد-19، محل “إليزابيث بورن”، رئيسة الوزراء السابقة المستقيلة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى