أهم الأخبارثقافة و تاريخمقالات

شمس سماء مصر، متألقة فوق “قدس الأقداس” في لحظة تعامد استثنائية

في صباح يوم الخميس، قامت أشعة الشمس بالتعامد على “قدس الأقداس” في وسط معابد الكرنك بمحافظة الأقصر جنوب مصر، استمرت هذه الظاهرة الفلكية لمدة 20 دقيقة، معلنة بداية الانقلاب الشتوي بشكل رسمي وفلكي.

شهدت هذه الظاهرة الفريدة حضورًا كثيفًا من السياح من مختلف الجنسيات، حيث حرصوا على مشاهدة وتوثيق هذا المشهد الاستثنائي.

تتزايد الدعوات في مصر للتركيز على أهمية الاهتمام بمثل هذه الظواهر والاستفادة منها، نظرًا لأنها تُعتبر فرصة كبيرة لتعزيز الجذب السياحي تحت مفهوم “سياحة الفلك”.

تعامد الشمس في ظاهرة فلكية هامة تحدث سنوياً في 21 ديسمبر، حيث تشع أشعة الشمس مباشرة على “قدس الأقداس”، أو المعروفة أيضاً بـ “مقصورة الزورق المقدس” في معابد الكرنك بمصر. يحدث هذا التعامد عند الساعة السادسة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي.

تزامن هذا الحدث الفلكي المهم مع بداية الانقلاب الشتوي، الذي يشير إلى بداية فصل الشتاء رسميًا وفلكيًا. وفيما يتعلق بتاريخ رصد هذه الظاهرة، أجرت البعثة المصرية الإسبانية بحوثًا فلكية في الفترة من 2003 إلى 2007 حول هذا الظاهرة.

تم اقتراح الاحتفال بتلك الظاهرة لأول مرة في عام 2011، وذلك كخطوة رائدة في استخدام العلوم الفلكية كوسيلة لتعزيز الجذب السياحي. وقد أسس في ذلك السياق الجمعية المصرية للتنمية لتكون الجمعية الرائدة التي تهتم بهذا النوع من الظواهر الفلكية.

تحظى هذه الظاهرة بإقبال كبير من قبل السياح من مختلف الجنسيات، حيث يقصدون الأقصر لمشاهدة هذا الحدث الفلكي الفريد، ويتمتعون برصد الظاهرة بالعين المجردة وتوثيقها بالصور ومقاطع الفيديو، نظرًا لأنها تُعتبر فرصة نادرة تحدث مرة واحدة في العام.

يُشير الباحث في علوم المصريات ورئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أيمن أبوزيد، إلى أن كل المعابد المصرية القديمة تم بناؤها على أسس فلكية، مما يعزز الارتباط بينها وبين ظواهر فلكية مثل انقلاب الشتاء والصيف.

“سياحة الفلك” في مصر: اكتشاف براعة العلماء المصريين القدماء

يؤكد السيد طيب غريب، مدير معابد الكرنك، على البراعة الاستثنائية للمصريين القدماء في مجال العلوم الفلكية، حيث قاموا بدراسة الأجرام السماوية وتحديد مواقع النجوم ورصد الظواهر الفلكية، وذلك على الرغم من القيود التقنية ونقص الأدوات المتاحة لديهم في تلك الحقبة.

ويضيف غريب في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”: “من بين الظواهر الفلكية البارزة التي كانت محط اهتمام المصريين القدماء، يأتي تعامد الشمس على “قدس الأقداس” في معبد حتشبسوت بالأقصر، وكذلك تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في معبده بأبو سمبل بمحافظة أسوان”.

ويدعو غريب إلى ضرورة الاستفادة الكاملة من هذه الظواهر الفلكية الفريدة، من خلال تسويق نوع جديد من السياحة الذي يمكن العثور عليه فقط في مصر، والمعروف باسم “سياحة الفلك” أو “سياحة رصد الظواهر الفلكية الفريدة”.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى